المركز الوطني محمد السادس للمعاقين .. منشأة مرجعية في مجال التكفل الطبي والإدماج السوسيو -مهني للأشخاص في وضعية إعاقة

 تمكن المركز الوطني محمد السادس للأشخاص في وضعية إعاقة، الذي دشن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الخميس (23 ماي 2019) بعمالة مقاطعات الفداء -مرس السلطان بالدار البيضاء، ملحقته الجهوية السادسة، على مر السنين، من أن يصبح منشأة مرجعية في مجال التكفل الطبي والإدماج السوسيو مهني بالأشخاص في وضعية إعاقة.


ويعد هذا المركز النابع من الإرادة الملكية الراسخة، آلية للارتقاء بعمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن إلى مستوى أفضل في مجال خدمة المعاق.

وفي الواقع، فقد حرصت المؤسسة منذ إحداث المركز الوطني محمد السادس للمعاقين سنة 2006، على إنجاز الفروع الجهوية لهذا المركز، بهدف تقريب خدماته من الأشخاص المستهدفين، وتجنيبهم وذويهم معاناة التنقل نحو المراكز البعيدة.

وفضلا على المركز الوطني محمد السادس للمعاقين بسلا، تم إحداث خمسة مراكز جهوية للأشخاص المعاقين بآسفي (2008) ، ووجدة (2011)، ومراكش (2012)، وفاس (2013)، والدار البيضاء (2019)، حيث تهدف هذه المراكز إلى الوقاية والتكفل المبكر بالإعاقة من منظور طبي وتربوي، والنهوض برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب التكفل الاجتماعي بالأطفال في وضعية إعاقة، ومواكبة أسرهم.

وتعتبر هذه المراكز منشآت طبية وتربوية، واجتماعية ومهنية، تساهم في تطوير قدرات وتجارب الفئات المستهدفة، بهدف ضمان إدماجها الاجتماعي والتربوي والمهني، في إطار مقاربة تشاركية تدمج مجموع المتدخلين.

وبرسم سنة 2018 استفاد ما مجموعه 53.531 من الأطفال والشباب والكبار من مختلف خدمات المركز الوطني محمد السادس للمعاقين ومختلف ملحقاته الجهوية.

وهكذا وفرت الأقطاب الطبية -الاجتماعية للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين وملحقاته الجهوية فحوصات طبية (جميع التخصصات باستثناء طب الأسنان) لـ 7 آلاف و459 مريض، وعلاجات للفم والأسنان لـ5 آلاف و847 وحصص إعادة التأهيل (تقويم النطق، والعلاج الحركي والترويض الطبي، وتقويم البصر)، لفائدة 30 ألف و952، فضلا على صنع 310 آلة لتقويم اعوجاج الأعضاء.

واستفاد من خدمات الأقطاب السوسيو -تربوية لشبكة المركز الوطني محمد السادس لللمعاقين برسم نفس السنة، 826 شخصا، فيما استفاد من أقطاب "الرياضة" و"التكوين المهني"، على التوالي 2189 مستفيدا و112 متدربا، كما استفاد 5 آلاف و688 شخصا من المواكبة والمساعدة الاجتماعية.

من جهة أخرى تعزز العمل متعدد الأبعاد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين بفضل تدشين جلالة الملك لمركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل في 15 مارس 2016، الذي يعتبر منشأة توفر إطار عمل ملائم للشباب في وضعية إعاقة ذهنية، عبر فرص للإدماج في الحياة العادية.

وهكذا، يوفر مركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل، ظروف عمل تلائم الاحتياجات الخاصة للشباب ذوي إعاقة ذهنية، حيث سيستفيدون من تعويض، وحقوق اجتماعية، وساعات عمل مكيفة، وتأطير متخصص.

ويستقبل المركز الشباب ذوي الإعاقة الذهنية التي تتجاوز أعمارهم 20 سنة، حيث يتم إدماجهم على أساس انتقاء يأخد عددا من المعايير المحددة بعين الاعتبار مثل السن والنجاح في التكوينات المؤهلة المقترحة بالمركز الوطني محمد السادس للمعاقين، ومستوى التأخر الذهني، وكذا قدراتهم الجسمانية والعقلية.

ويمارس الشباب الذين تم إدماجهم نشاطا مهنيا مكيفا من بين مهن الخدمات على غرار (المطعمة، وتموين الحفلات، ومسير متجر، ومخبزة)، والإنتاج (الفلاحة، والبستنة).

وعرفت سنة 2017 إطلاق فضاء إدماج المعاقين بكيش الوداية، الذي يعد تمديدا لمركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل في الفضاء الخارجي، وهو عبارة عن متجر متواجد بحي ذي كثافة سكانية مهمة، يتكون من محل تجاري متخصص في الحلويات ومطبخ إيطالي.

ويضم هذا المطعم، الذي افتتح أبوابه في 2018، ضمن فريق عمله 5 شابات وشبان من ذوي التأخر الذهني، حيث يعملون على تأمين خدمات الاستقبال والمطبخ.

وقد سجل المطعم الذي يسع لـ40 شخصا، نشاطا إجماليا يبلغ 1700 زبونا، وحظي بإشادة وإعجاب كل زواره نظير الخدمة المقدمة.

ويجسد التعزيز المستمر لشبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأشخاص في وضعية إعاقة، وإرادة جلالته الراسخة لضمان تكوين ملائم لهذه الشريحة من المجتمع المغربي، وضمان الوسائل الكفيلة بتوفير حياة كريمة لها.

تعليقات